تعريف الأدب

تطوّر معنى كلمة (أدب) في لغتنا عبر العصور فقد كان لها أكثر من معنى بدءاً من العصر الجاهلي وانتهاءً بالعصر الحديث.
ففي العصر الجاهلي دلّت على الدعوة إلى الولائم ومنها كلمة (المأدبة) بمعنى الوليمة.
وفي صدر الإسلام دلّت كلمة (أدب) على الخلق النبيل وماله من أثر بين الناس.
وظهرت هذه الكلمة في العصر الأموي بمعنىً تعليميّ جديد فاستعمل لفظ (المؤدّب) ليشير إلى إنسان يعلّم غيره ما أثر إليه من المعارف والمحامد والشعر.
وقد دلّت الكلمة في العصر العباسيّ على معنىً ثقافيّ واسع فقد شملت العلوم والفنون من فلسفة ورياضة وفلك وكيمياء وطب وأخبار وأنساب وشعر وغير ذلك من المعارف التي تساعد على رقيّ الإنسان والمجتمع.
أمّا في العصر الحديث فتدّل هذه الكلمة على معنيين:أحدهما عام وشامل يطلق على كل ما يكتب في اللغة مهما كان موضوعه أو أسلوبه أي كل ما ينتجه عقل الإنسان وشعوره. أما المعنى الثاني فخاص يطلق على الكلام الإنشائي الذي يمتاز بتأثيره في عواطف القارئ والسامع كالشعر والنثر بفنونه المختلفة ومنها الخطابة والمقالة والأمثال والقصص والمسرحيات.
والأدب سجل لتراث الأمة عبر عصورها وأجيالها وما عرض من علومها ومعارفها بأسلوب مشرق جميل و المأثور من النصوص الشعرية والنثرية قديماً وحديثاً. والأدب فن من الفنون الجميلة كالرسم والنحت والموسيقى وأداته اللغة الموحية المعبّرة ويقوم الأدب على عناصر منها: الأفكار والعواطف والأخيلة التي يجمع بينها التركيب المتين والكلام الفصيح والذوق السليم.
فالأفكار والمعاني مصدرها العقل ويجب أن تكون واضحة دقيقة سامية.
أما العواطف فمنشؤها شعور الأديب وهي تتفاوت وتتنوع ولكن جمالها يكمن في صدقها وتأثيرها وسموها.
ولابد للأفكار والمشاعر من أن تصاغ بثوب أدبيّ جميل يقوم على الخيال المبدع المؤلف الذي يوضحهما ويبعث الحياة والروح فيهما وعلى الأسلوب اللفظي السليم الذي يخضع لمقاييس الذوق والجمال.
تمارى.